فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة أخينا الكريم الشيخ العلامة محمد الصادق محمد يوسف الأوزبكي، المفتي السابق لأوزبكستان، وأحد علمائها الكبار، وعضو مجلس الأمناء السابق في الإتحاد، وإننا باسم الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين نقدم عزاءنا الخالص لأسرته الكريمة وللشعب الأوزبكي.

 إن فضيلة الشيخ، رحمه الله، كان من  كبار علماء الأمة المعاصرين، وقاد المسلمين في الاتحاد السوفيتي السابق من أجل استرجاع حقوقهم الدينينة والتعليمية والثقافية وكان له دور عظيم في الحفاظ على انتماء شعبه إلى الإسلام.

وقد تم انتخابه، رحمه الله، من قبل المؤتمر العام لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان سنة 1989 رئيساُ للإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان ومفتيا للجمهوريات الإسلامية.

وقد تم انتخابه رحمه الله في نفس السنة في البرلمان السوفيتي الأسبق، وقد رفع تقريراً آنذاك إلى الرئيس السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف ورئيس البرلمان لوكيانوف، تقريرا شاملاً عن حال المسلمين وطالب بمنح حقوقهم، فبعد ذلك تغيرت سياسة الدولة السوفياتية تجاه المسلمين وفتحت المساجد، والمدارس الإسلامية، وبطلب من المرحوم أصدر غورباشتوف قرارا رئاسيا بالسماح لإعداد كبيرة من المسلمين بالحج.

وكان رحمه الله حريصاً على نشر التعليم الإسلامي الصحيح والقضاء على الأُمية الدينية ونشر روح التسامح والأخوة.

 وللمرحوم العديد من المؤلفات باللغة الأوزبكية، وتم ترجمة أكثر أعماله إلى اللغة الروسية، وكتب تفسيرًا للقرآن الكريم وسماه تفسير "الهلال" باللغة الأوزبكية في سبعة أجزاء، وشرح كتاب "الجامع الأصول في شرح أحاديث الرسول" في 39 جزءاً.

 وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من علمائها الربانيين المربين، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله ويوسع مثواه ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة في العليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم  ذويه وأهله ومحبيه وزملاءه وتلاميذه، الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب.

أ.د. علي القره داغي                             أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                  رئيس الاتحاد