فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة أخينا الكريم: الدكتور عبد السلام الهراس، أحد رجالات الدعوة والوعظ والإرشاد، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي توفي عن سن يناهز 85 سنة مخلفا وراءه إرثا فكريا وعلميا ودعويا مُهما، والفقيد من مواليد مدينة شفشاون سنة 1930م، نشأ وترعرع بها وشاهد ملاحم الجهاد ضد المستعمر الإسباني والفرنسي، وقد دون شهاداته حول هذه الحقبة التاريخية بجريدة التجديد سنتي 2003 و2004 .
وعاصر المرحوم عبد السلام الهراس كبار المفكرين والأدباء والدعاة والمصلحين في العالم العربي والإسلامي، أبرزهم المفكر الجزائري مالك بن نبي، حيث عاش معه في القاهرة وبيروت ودمشق، وساهم في طبع ونشر بعض كتبه التي لاقت قبولا واسعا في العالم الاسلام، والمرحوم الهرس رمز من رموز هذه المدرسة التي ربت أجيالا وأجيالا من رجالات الدعوة والفكر الاسلامي.
وقد فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من علمائها الربانيين المربين، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم ذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب.
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي أ.د يوسف القرضاوي